و ماذا بعد ؟

د. نعيم احمد أبو شيخه

لا شك أنه و منذ ولادة لويز براون عام  1978 قد حصل تحسن مطرد في جميع أنحاء العالم على نسب نجاح عمليات أطفال الأنابيب  إلّا أن هذا التحسن قد توقف بعد الثلاثين عاما الاولى حيث  دلت بيانات المنظمة الأوروبية للتكاثر البشري  أنّ معدلات النجاح قد أستقرت على ما يقارب ال 33 بالمئة غير أنه و بتوفيق الله تعالى قد حافظ مركز الإخصاب بمستشفى الإسراء على نسب نجاح متميزة بلغت على الاقل ضعف النسب العالمية و بنسب اعلى عاما بعد عام

عدم نجاح عملية أطفال الانابيب يعتبر من أصعب الأشياء التي على الزوجين أن يتعاملا معها خاصة وان سير العلاج في معظم الحالات التي لم تنجح يكون طبيعيا مما يدفع الزوجين الى السؤال  عن سبب الفشل و  ما اذا كان عدم حصول النجاح قد حصل بسبب عدم اجراء الفحوصات اللازمة  قبل البدء بالعلاج او بسبب عدم التزام الزوجة بالراحة التامة او كنتيجة لحصول قلق فكري او توتر عاطفي و الحقيقة ان كل هذه العوامل ليست سببا مهما في عدم النجاح كما انها لا تبرر الفشل او  تبيح استرخاء الفريق المعالج عن دراسة الحالة و اجراء تقييم شامل لها من جديد و وضع توصيات عملية للمحاولة الجديدة في ظل مخرجات الدورة العلاجية السابقة فعلى سبيل المثال اذا كانت استجابة المبيضبن ضعيفة فانه لا بد من  زيادة جرعة الابر المنشطة أو استخدام برنامج علاجي مختلف  و إذا كان تطور بطانة الرحم دون المستوى الأمثل (رقيقة جدا أو سميكة جدا) فيجب معرفة السبب و تصحيحه كذلك يجب التفكير بعملية خدش بطانة الرحم اذ ان ذلك قد يؤدي الى تحسين احتمال نجاح انغراز الاجنه وزيادة فرصة الحمل .  اما اذا كان  الزوجان قد عانيا من الفشل المتكرر فانه يجب التوسع بالفحوصات التي قد تشمل تقييم الجهاز المناعي و دراسة الاجنه و تحليل كروموسوماتها

من الممكن حدوث حمل طبيعي عفوي   بعد فشل عمليات المساعدة على الانجاب حيث افادت  دراسة علمية نشرت  في عام  2016 أن معدل الحمل التراكمي الكلي على مدى 6 سنوات بعد التوقف عن العلاج قد وصل الى 29٪  و من العوامل الإيجابية المرتبطة بحصول الحمل العفوي ان يكون سبب العقم غير مفسر و ان تكون فترة العقم أقل من أربع سنوات وعدد المحاولات الفاشلة اقل من اربع هذا علاوه على انه من الممكن اعادة المحاولة مرة ثانية ( وفي الاسراء يتم مراعاة الوضع المالي للزوجين بشكل خاص  عند اعادة المحاولة)  و  عليه فان فشل عملية طفال الأنابيب على ما فيه من الالم و القسوه لا يعني اطلاقا نهاية الأمل في الإنجاب

استشاري الجراحة النسائية والتوليد والعقم*

رئيس وحدة علاج العقم و أمراض الذكورة و أطفال الأنابيب بمستشفى الاسراء

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top